Sunday, July 9, 2017

شرارة, وبداية دخولي إلى الوسط الثقافي وعالم القراءة

شرارة

في أحد الأيام الدراسية في مرحلة الثانوية تقدم لي أحد المعلمين والذي يتميز بنشاطه وحبه للتغيير في طريقة الدراسة  بإعطائي رواية بعنوان "وكالة عطية" وهي لكاتب مصري يُدعى خيري شلبي, وطلب مني أن أقرأها, لم أكن مقتنعًا بقراءتها, تلك الرواية التي يقارب عدد صفحاتها 520 صفحة !
وانا الذي كانت أقصى قراءة لي لا تتعدى قراءة الترجمة على الفيلم الذي أشاهده أو الصفحة الأخيرة من الصحيفة اليومية التي كانت تتميز بالإثارة التي تحصل في الكويت.
خلال مدة زمنية لا تقل عن أسبوعين ذهبت الى ذلك المعلم وسلمته الرواية وشكرته, لأني لم أتوقع في يوم من الأيام أن أقرأ كتاب بهذا الحجم وهذا المحتوى والأحداث التي تدور وتتمحور حول اعتداء بطل الرواية الطالب المتفوق بمعهد في مدينة دمنهور على معلمه والذي أدى الى طرده من المعهد وسقوطه إلى العالم السفلي, العالم الذي تعرّف من خلاله على الصعاليك والفقراء والمهمشين في تلك المدينة, ولن أنكر أن الكاتب أخذني في واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى عوالم تكاد تكون خيالية.
أستطيع أن أقول انه من هنا بدأت رحلتي الى عالم النضج والوعي الثقافي والإجتماعي, فاختلفت حياتي قبل القراءة وبعدها تمامًا.
المدرسة ليست بالضرورة أن تكون مبنى وهيئات تعليمية, المدرسة قد تكون عبارة شخص واحد يؤمن بقدراتك ويكون هو تلك الشرارة التي تحفّزك على الإبداع.

شكرًا "بدر بن غيث" على تحفيزك, على إصرارك, على كونك تلك الشرارة التي غيرتني إلى ما أنا عليه.

No comments:

Post a Comment